الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

هل انتهت الثورة فى مصر؟



يقولون: الثورة فى مصر قد انتهت.
- وأقول: الثورات مثل الدراجة إذا توقفت وقعت.
- يقولون: المجلس العسكرى والرئيس المخلوع حسنى مبارك وجهان لعملة واحدة.
- وأقول: العملة لها وجهان، لا وجه واحد.

- يقولون: أحمد شفيق أكثر المرشحين حظوظا للفوز بكرسى الرئاسة.
- وأقول: لن ينسى المصريون أن وثائق أمن الدولة وديوان رئاسة الجمهورية أحرقت وأبيدت جميعها أثناء فترة توليه رئاسة الحكومة.
- يقولون: المصريون لا يرغبون فى رئيس ينتمى إلى المؤسسة العسكرية.
- وأقول: وما رأى المصريين إذا كان عسكريا، ولكنه يتجول فى شوارع القاهرة ببدلة مدنية وكرافت.
- يقولون: الدخل اليومى لقناة السويس كان مخصصا للصرف على ديوان رئاسة الجمهورية وموظفيه وسكرتاريته.
- وأقول: والآن.. أين دخل قناة السويس؟
- يقولون: لدينا أزمة أراض والشباب للأسف لا يجد شقة 50 مترا يوارى فيها سوءته وشريكته.
- وأقول: لدينا من يملك آلاف بل ملايين الأمتار المربعة من الفيلل والقصور والأراضى فى أفضل وأرقى الأماكن والشواطئ والمنتجعات.
- يقولون: من يملك هذه الملايين المربعة هم من علية القوم وسادتهم وقد امتلكوها بعرق جبينهم.
- وأقول: للأسف من يملك هذه الملايين هم أسافل القوم، وقد امتلكوها بعرق أجساد عميلاتهم.
- يقولون: نمتلك أفضل وأقوى الأجهزة الأمنية لمحاربة الإرهاب والفساد.
- وأقول: نعم.. لقد أصبح كذلك بعد تنحى الشلة الفاسدة إياها.
- يقولون: الثورة المصرية خلعت النظام فى مصر.
- وأقول: كيف رحل النظام، وبقيت الفلول تعربد فى كل مكان، بل وتتطاول وتهدد مصالح الوطن والمواطنين.
- يقولون: مجلس الشعب القادم سيكون خاليا قدر الإمكان من الفلول.
- وأقول: نعم هذا صحيح.. فهم يجهزون أنفسهم للولوج إلى مجلس الشورى.
- يقولون: الدستور الجديد يحدد مدة الرئاسة بخمس سنوات قابلة للتمديد لمدة مماثلة واحدة فقط.
- وأقول: من يضمن لنا عدم تغيير مواد الدستور بما يلائم مزاج الرئيس الجديد وشلته، يا أحبائى ليس المهم المدة أو التجديد، المهم هو معدن الرئيس وضمائر حاشيته.
- يقولون: الدستور هو القانون الذى يحكم مصر والمصريين.
- وأقول: ربنا يستر ولا نضطر لبيع أملاكنا (لُط واحد)، كما فعل صابر الطيب فى "عايز حقى".
- يقولون: تعيش الشرطة فى مصر عهدا جديدا بأسلوب جديد.
- وأقول: بدليل أن المواطنين لا يزالون يسحلون ويتمرمطون فى أقسام الشرط فى كل المحافظات.
- يقولون: المجلس العسكرى هو السبب الرئيس لنجاح ثورة يناير.
- وأقول: تعودنا من الجيش المصرى عبر التاريخ أن يوجه صدور جنوده وأسلحتهم إلى الخارج لا الداخل.
- يقولون: الشباب هم من قاموا بالثورة المصرية.
- وأقول: المصريون بكل أطيافهم وأعمارهم كانوا وراء نجاح هذه الثورة.
- يقولون: رئيس مجلس الوزراء عصام شرف ضعيف وغير قادر على اتخاذ قرارات مصيرية لصالح الثورة والثوار.
- وأقول: كان الله فى عون عصام شرف..فهو بين فكى رحى، أن يترك المنصب فيخذل شباب الثورة، أو يتمسك به فيخذله الآخرون.
- يقولون: من لم يقف فى التحرير فلا يتحدث عن الثورة.
- وأقول: هناك المئات بل الآلاف قاموا بتوجيه الثورة وكانوا سببا مباشرا وغير مباشر فى تأجيج مشاعر الشباب من خلال أعمالهم الفنية والشعرية والتلفزيونية والسينمائية.
- يقولون: المظاهرات الفئوية معطلة للإنتاج ولخطط التنمية.
- وأقول: اعطوا للناس بعض حقوقهم ليشعروا ببعض ثمار ما حققوا.
- يقولون: هل يعجبكم ما يحدث فى مصر بعد مبارك.. ويتساءلون أين الاستقرار؟
- وأقول: الاستقرار أن يشعر المواطن أنه ابن البلد.. صاحب البلد.. مثله مثل ابن فخامة الرئيس الذى أكل البلد.
- يقولون: بلغ عدد شهداء الثورة أكثر من 2000 شهيد.. ألا يكفى هذا؟
- وأقول: لا مشكلة بالمرة.. مازلنا على استعداد لتقديم المزيد من الأرواح فداء لمصر، فآلاف القتلى ذهبت أرواحهم هباء فى حوادث القطارات وانهيارات الدويقة والعشوائيات الأخرى والطائرات والسفن، وربما كان بعضها بفعل فاعل.. ولم يرف جفن أى من أباطرة النظام البائد.
- يقولون: هل ترتضون بالفوضى التى تشهدها مصر الآن.. ألم يكن عهد مبارك أفضل؟
- وأقول: أهلا بالفوضى الخلاقة.. فالفوضى المزعومة هى التى صنعت شعبا اتحدت كل طوائفه لأول مرة فى التاريخ.. وأقسم أن المسألة مسألة وقت.. وأقول أيضا: لا.. وألف لا لمبارك وأولاده وزبانيته.
- يقولون: انتشرت البلطجة بشكل مخيف فى كل مكان فى مصر.
- وأقول: وهل خلا العصر البائد من البلطجة، على الأقل بلطجية اليوم أناس من الشعب، ربما وصلوا إلى ما وصلوا إليه نتيجة الظلم والجوع والفقر، أما بلطجية زمان فقد أكلوا الأخضر واليابس، ولم يجدوا من يقف فى وجوههم الكالحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق